نُطفة الحرية.. كيف صنع الفلسطينيون أملا جديدا لاستكمال نضالهم ضد القمع الإسرائيلي؟
يفكر الشعب الفلسطيني دائما في أكثر الحيل ذكاءً للرد على القمع الإسرائيلي، بالرغم من الشهداء الذين يكُثر عددهم يوما بعد يوم، والأسرى في السجون الذين مرَّ عليهم عقود من الزمن لا يعلمون مصير أحبائهم، وغير قادرين على احتضانهم وحمايتهم من أهوال الحرب التي لا تنطفئ ولا تهدأ، ولكنها لم تكن قادرة يوما على إخماد شعلة النضال الفلسطيني، ولا التفوق عليهم عددا مهما حاولوا.
كيف صنع الفلسطينيون أملا جديدا لاستكمال نضالهم ضد القمع الإسرائيلي؟
تظل العائلات الفلسطينية معتزة بتراثها وأعدادها الضخمة، لأنهم رغما عن إرادتهم يجب عليهم ترك صغار يكبرون ليصبحوا رجالا ونساء، كل مهمتهم التصدي للظلم الواقع على أرضهم والوقوف لمغتصبيها، ليشهد الزمان أن فلسطين وغزة هما أراضا العزة التي قد يرمي الشباب والصغار أنفسهم في نيران الحرب؛ من أجل التمسك بها حتى النهاية.
وفي ذلك السياق، كان على الفلسطينيين ابتكار طريقة النطف المهربة، لتوصيل الحيوانات المنوية الخاصة بالأسرى لأرحام زوجاتهم خارج الأسر، لترك أبطال يحملون شعلة النضال بعد آبائهم وفي نفس الوقت تحقيق حلم الأبوة الذي سلبته منهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي أحدث مشهد، أثار عاطفة الكثيرون، احتضن الأسير الفلسطيني علي نزال ابنه البالغ من العمر 12 عاما، الذي انجبه من النطف المهربة لأول مرة بعد خروجه تبعا لصفقة طوفان الأحرار، بعد ما يقارب من 20 عاما في السجون الإسرائيلية.
مَن هو الأسير الفلسطيني المحرر علي نزال؟
وفقًا لـ وسائل الإعلام العربية، كانت قوات الاحتلال اعتقلت نزال بتاريخ 5 أبريل لعام 2007، وحكمت عليه بالسجن الفعلي مدة 20 عامًا، بتهمة الانتماء لكتائب القسام، وتنفيذ أعمال مقاومة ضد المستوطنين، والتخطيط لتنفيذ عملية باستخدام سيارة مفخخة في تل أبيب.
وولد الأسير نزال في الكويت، وعاش جزءا من حياته في الأردن حاملًا جنسيتها، ثم عاد ليتزوج ويستقر في فلسطين وتحديدا في قلقيلية بالضفة الغربية، ورُزِق بثلاث فتيات هن: جنان ودانية ونور، ولم يكن لهن نصيب في حياة طبيعية ومستقرة مع والدهن.
منعت سلطات الاحتلال زوجة نزال من زيارته لسنوات طويلة، امتدت لأكثر من 10 أعوام، أثناء تواجده في السجون، ومنها سجن النقب الصحراوي، ولكن هذا لم يمنع المناضل الفلسطيني من أن يخلف ورائه ابن محب ليكبر في أحضان أمه على حب شخص لم يره قط، ولكنه آمن بغيابه لسبب عظيم، سيظل فخورا به طوال حياته.