تراجع أسعار الذهب محليا عقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية اليوم الخميس، متأثرة بانخفاض الأوقية في البورصة العالمية وارتفاع قيمة الدولار، وذلك عقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي هدأت الأسواق نسبيًا، وفقًا للتقرير الصادر عن منصة «آي صاغة».
تراجع أسعار الذهب في الأسواق المحلية
وأوضح المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق تعاملات أمس الأربعاء، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 3958 جنيه، كما تراجعت الأوقية عالميًا بنحو 5 دولارات لتصل إلى 2857 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن باقي أعيرة الذهب سجلت الأسعار التالية:
- عيار 24: 4554 جنيهًا
- عيار 18: 3415 جنيهًا
- عيار 14: 2667 جنيهًا
- الجنيه الذهب: 31880 جنيها
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا بنحو 25 جنيهًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث بدأ سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3985 جنيهًا، وارتفع إلى 4010 جنيهات بنهاية اليوم.
أما على المستوى العالمي، فقد ارتفعت أسعار الأوقية بمقدار 17 دولارًا، حيث افتتحت التداولات عند 2845 دولارًا، ولامست مستوى 2885 دولارًا كأعلى سعر تاريخي لها، قبل أن تغلق عند 2862 دولارًا.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الذهب
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب بدأت في تعويض الخسائر التي تكبدتها في بداية تعاملات اليوم، حيث جاء التراجع نتيجة تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أشار إلى أن تركيز إدارة الرئيس الأمريكي ينصب على خفض عوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات، وليس على سعر الفائدة قصير الأجل الذي يحدده مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقد أدى ذلك إلى تهدئة الأسواق مؤقتًا، لكنه لم يمنع الأوقية من تسجيل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2885 دولارًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، بسبب زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة التي تعزز فرص خفض أسعار الفائدة.
الحروب التجارية وتأثيرها على الأسواق
أكد إمبابي أن تصاعد الحرب التجارية العالمية قد يؤدي إلى ركود تضخمي، مما يعزز الإقبال على الذهب كأداة تحوط. ففي خطوة جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تأجيل التعريفات الجمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك لمدة شهر، إلا أن التعريفات بنسبة 10% على السلع الصينية دخلت حيز التنفيذ.
وردًا على ذلك، فرضت الصين رسومًا جمركية تتراوح بين 10% و15% على صادرات الطاقة والزراعة الأمريكية إلى الصين، مع تحديد موعد تنفيذها يوم الاثنين المقبل 10 فبراير. كما اتخذت الصين إجراءات لتعطيل سلاسل توريد المعادن الرئيسية في الولايات المتحدة، إضافة إلى فرض قيود على عمليات الشركات الأمريكية في البر الرئيسي الصيني.
يُذكر أن الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين بدأت في يناير 2018، عندما فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية صارمة على الواردات الصينية، مما أدى إلى توترات اقتصادية كبيرة على مستوى العالم.
تحركات الأسواق وتأثيرها على الذهب
تشير التقارير إلى أن الذهب يتم تداوله في أسواق لندن بخصم مقارنة بالسوق الأوسع، حيث تسببت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة التي قد يفرضها ترامب في تزايد الطلب على السبائك، مما أدى إلى ظهور طوابير طويلة للحصول على الذهب خلال الأسابيع الماضية، وفقًا لوكالة رويترز.
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون اليوم تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم كريستوفر والر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوجان.
البيانات الاقتصادية المنتظرة وتأثيرها على الأسواق
تنتظر الأسواق اليوم صدور مجموعة من التقارير الاقتصادية المهمة، أبرزها:
- تقرير مطالبات البطالة الأسبوعية
- تقرير خفض الوظائف في تشالنجر
- تقرير الإنتاجية والتكاليف الأولية
- مؤشر مبيعات سلسلة المتاجر الشهرية
كما تتركز أنظار المستثمرين على تقرير الوظائف غير الزراعية، الذي من المقرر صدوره غدًا الجمعة، إذ يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا لقوة سوق العمل الأمريكي، مما قد يكون له تأثير كبير على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وبالتالي على أسعار الذهب العالمية.
لا تزال أسعار الذهب تتأرجح بين الصعود والهبوط تحت تأثير عوامل اقتصادية وجيوسياسية متغيرة، حيث يدفع تصاعد الحرب التجارية والتوترات العالمية المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن، بينما تظل القرارات النقدية الأمريكية والتقارير الاقتصادية مؤثرة في تحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب.
