مواقع التواصل تعكس الأزمة الحاصلة بين القيادات الفلسطينية والشباب الفلسطيني (تقرير)
معتز أحمد إبراهيم
بات من الواضح أن منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفلسطينيين تنقل الكثير من الاحتجاجات التي تعكس الهوة الواضحة في الفكر والطموحات والأفكار بين الشباب صغار السن من جهة وبين القيادات الحاكمة من جهة أخرى ، وهو ما يتجسد بوضوح في الكثير من القطاعات بالأراضي الفلسطينية سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة.
والحاصل فإن هناك أزمة واضحة بين جيل الشباب الفلسطيني وتحديدا الجيل الذي ولد بعد اتفاقية أوسلو والقيادات السياسية، وأخيرا دشن عدد من النشطاء الفلسطينيين هاشتاج #hamas_occupation، وهو الهاشتاج الذي تصاعد بقوة لتنقل السوشيال ميديا غضبها من سياسات حماس .
وفي ذات الوقت أيضا عبر الكثير من النشطاء الفلسطينيين الآخرين عن غضبهم من سياسات السلطة ، وقاموا بتدشين بعض من الهاشتاجز التي تعبر عن طموحاتهم السياسية ، الأمر الذي يعيد إلى أذهان الجماهير أحداث الربيع العربي التي اجتحت المنطقة العربية ، وهو ما يعكس خللا عميقا وواضحا بين جيل الابناء والاباء في الشارع الفلسطيني الان، خاصة وأن متابعة التغريدات التي يكتبها الفلسطينيون تكشف عن شجاعتهم مع توجيههم لانتقادات علنية بحق الجماعات الفلسطينية المختلفة.
والحاصل فإن تصاعد وتيرة هذه الاحتجاجات جاء منذ انطلاق مسيرات العودة في القطاع بأواخر شهر مارس الماضي ، والتي بلغت حصيلتها 200 شهيدا والاف الجرحى ومنهم النساء والأطفال ، لكن الحملة الانتقادية التي يشنها الجيل الشبابي تتمحور حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بمختلف جوانبها عقب مرور 11 عاما من تولي حماس تحديدا الحكم في غزة.
وتشير تقارير صادرة من القطاع بل وتعترف بها بعض من الصحف الفلسطينية مثل صحيفة فلسطين التي تعتبر لسان حال حركة حماس أن هناك مشاكل كبيرة تواجه الفلسطينيين من العاطلين عن العمل ، خاصة مع صعوبة تزوجهم لعدم قدرتهم على سداد مرور مهور الزواج ، فضلا عن رغبة الكثيرين من ابناء القطاع تحديدا الهجرة إلى الخارج خاصة هجرة العقول الشابة ، بالاضافة إلى معاناة الكثير من الجرحى ممن يعانوا الأمرين بسبب عدم خضوعهم للعلاج الطبي الملائم بسبب تكلفته المادية.
ومع قراءة التغريدات التي يكتبها النشطاء الفلسطينيين عبر منصات السوشيال ميديا سنجد أن الكثير منها يتم حماس بالفشل السياسي ، فضلا عن التأكيد على عجز القيادات التابعة لحركة حماس الان عن التعامل مع المشاكل الحياتية أو اليومية التي يواجهها الفلسطينيين في غزة.
كما نشرت ردود من طرف حماس التي وجهت أصابع الاتهام إلى العالم أجمع والسلطة الفلسطينية والزعماء العرب والاحتلال الاسرائيلي ، ولكن الجماهير لا تخشى الان تحميل حماس كامل المسؤولية وتصلي لعودة السلطة الفلسطينية ، لما ألمت إليه سياستها . وتطرقت التعليقات إلى احداث يونيو حزيران 2007 وانقلاب حماس.
وأكدت مصادر في غزة أن ممارسة الضغوط الشعبية ربما بدأت تثمر عن نتائج ملموسة سواء عبر تحقيق تهدئة طويلة الأمد بين حماس والاحتلال الاسرائيلي ، وفي إطارها الوعود التي قطعتها جهات دولية بتدفق الاستثمارات إلى المشاريع الحياتية في قطاع غزة.