9 آلاف قطعة أثرية مصرية.. متحف بيليزايوس بألمانيا يتزين بقطع مصرية
يحتفظ متحف بيليزايوس في هايلدسهايم بألمانيا بالمجموعة المصرية المتميزة، والمتحف الذي رسخ بقوة على مدى 80 عاما، وقد بدأت صلته بالتاريخ المصري في الواقع منذ ما يزيد على مائه عام.
ففي عام 1844 أسس هيرمان رومر (1816-1894)، مع مجموعة من مواطني هايلدسهايم رابطة تهدف إلى إقامة متحف للتاريخ الطبيعي والعرقي لمدينته، وأعقب ذلك سفره إلى مصر وتجوله بأنحائها مما أثار اهتمامه العميق بالفن المصري القديم لكنه مع ذلك لم يفكر في إضافة القاعة المصرية إلا بعد لقائه مع ويلهلم بليزاوس (1851-1930) الذي كان من أبناء هلدسهايم المقيمين في مصر.
وفى عام 1885 حصل فيلهم بليزاوس على مومياء كاملة بالقناع والتابوت فبعث بها إلى المتحف في هايلدسهايم، وأعقبت تلك الهدية سلسلة مهام أوكلها إليه رومر؛ أدت إلى المزيد من الإضافات لمقتنيات المتحف، ويليزاوس نفسه كان رجل أعمال ناجحًا وكان لديه ولع كبير بجمع الآثار المصرية.
ومن خلال معرفته بالقيادات الأكاديمية في بداية القرن العشرين، تولى بليزاوس تمويل أعمال الحفائر بالجبانة الغربية عند الهرم الأكبر بالجيزة، ولقد سمحت القوانين المصرية المتحررة باقتسام المكتشفات، مما هيأ لبليزاوس فرصة الحصول على قطع قيمة لمجموعته الخاصة.
وكانت معظم القطع التي جمعها خلال تلك الفترة من عصر الدولة القديمة، وإذ كان الهدف هو تغطية كافة حقب التاريخ المصري القديم فإنه جمع أيضًا قطعا قيمة ترجع إلى العصور المختلفة بداية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، وبحلول عام 1907 أصبحت مجموعته من التنوع، لدرجة أنه بدأ يخطط لمستقبلها؛ وبكرم متأصل تبرع بمجموعته كاملة لمتحف هيلدسهايم.
واستمرت المجموعة الأصلية في النمو للدرجة التي مكنت رومر من إقامة متحف مخصص تماما للفن المصري القديم، وأهدى هذا المتحف إلى الشعب سنة1911 تحت اسم متحف بيليزايوس، وتبلغ مجموعة متحف بيليزايوس من الآثار المصرية اليوم ما يزيد على 9 آلاف قطعة تغطى حقبًا تاريخية تمتد إلى ما يقرب من ستة آلاف عام؛ وهو ما يجعل هذه المجموعة الاستثنائية واحدة من أروع مجموعات المقتنيات من فن وحضارة المصري القديم، خارج مصر.