بعد الأزمات المتلاحقة.. هل تستمر الشركات العقارية في طرح مشروعات جديدة لعملائها؟
يعاني السوق العقاري خلال الفترة الراهنة من ارتفاع مدخلات مواد البناء بالإضافة إلى الإقبال الكبير على شراء الذهب واللجوء لودائع القطاع المصرفي باعتبارها الأكثر أمنا واستقرارا.
رغم الأزمات المتلاحقة لجأت الشركات العقارية لوقف طرح مشروعات جديدة وفتح باب البيع للمراحل المختلفة بالمشروعات، لحين استقرار ووضوح رؤية السوق العقاري، وفي المقابل طرحت شركات أخرى مشروعاتها، كونها اعتمدت على دراسات سوقية أظهرت حجم الطلب على العقار في الفترة الراهنة.
يبقى السؤال الذي يشغل بال كثير من المواطنين.. هل تستمر الشركات العقارية في طرح مشروعات جديدة لعملائها؟!.
قال شريف شعلان، مطور عقاري، إن السوق العقاري يعتبر من أقوى الأسواق في المنطقة، حيث شهد العديد من الأزمات المتلاحقة خلال السنوات الماضية بداية من أزمة كورونا ومرورًا بأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن يبقى الصحان الرابح للاستثمار فائق الأرباح، مشيرًا إلى أن هناك مقولة مشهورة "العقار يمرض ولا يموت".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن السوق العقاري قادر على تخطي الكبوات واستمرار طرح المشروعات العقارية وفتح مراحل جديدة بما يتلاءم مع شريحة العملاء المختلفة، لافتا إلى أن الفترة الحالية تشهد تباطؤًا في حركة المبيعات نتجية الارتفاع المستمر في الأسعار ولكن خلال الفترة القريبة المقبلة سيشهد السوق العقاري حالة من الاستقرار لتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت قبل الأزمات.
وأكد أن العملاء تمكنوا من استحداث أساليب جديدة تتماشى مع الارتفاعات، ولعل أبزرها البحث المستمر عن التعاقد على الوحدات السكنية بمساحات صغيرة، بما يناسب الحصيلة المالية المتوافرة لديهم، لافتا إلى أن أغلب المشترين أصبح لديهم ثقافة الدول الأجنبية في البحث عن المساحات التي تتناسب مع حياتهم المعيشية وعدم اللجوء للمساحات الكبيرة كما كانوا يفعلون في الماضي.
فرص الشركات للتوسع فى بناء مشروعات جديدة
ومن جانبه أكد ساهر مجدي، أنه بالرغم من جميع التحديات الاقتصادية الأخيرة سواء عالميا أو محليًا فإن فرص القطاع فى السوق المصري الآن أصبحت كبيرة جدًا، وبخاصة مع النهضة العمرانية القوية التي تشهدها مصر، مما يعزز من فرص الشركات للتوسع في بناء مشروعات جديدة بفكر مختلف.
وأكد في تصريحات خاصة له أن طرح الشركات لمشروعات جديدة سيتسمر خلال الفترة المقبلة، ولكن بشروط واضحة وبأهداف لا يمكن الحياد عنها، ولعل أبرزها الالتزام في جدول التسليمات للمشروعات المتعاقد عليها، وذلك يكون من خلال مضاعفة معدلات الإنجاز في جميع المشروعات الحالية والمستقبلية وتقديم إضافة حقيقية لهذا القطاع.
وأوضح أن الشركات مطالبة بالتركيز خلال الفترة المقبلة على تنوع المشروعات والمساحات العقارية المباعة سواء كانت سكنية أو تجارية أو إدارية أو طبية، بما يناسب القدرة الشرائية للعملاء مع العمل على استحداث أنظمة متعدد ومتنوعة للسداد تلبي جميع الاحتياجات، بالإضافة إلى المميزات التي تقدمها المشروعات وتنوع خدماتها وتوفير كل وسائل الراحة والامان والرفاهية.
دراسة كاملة للسوق العقاري يتم من خلالها التسعير الجيد للوحدات السكنية
وقال الدكتور كريم شعلان، المطور العقاري، إن الشركات العقارية مطالبة في الفترة الحالية قبل الإعلان عن مشروعات جديدة أو فتح باب البيع بالمراحل المختلفة أن يتم دراسة كاملة للسوق العقاري، يتم من خلالها التسعير الجيد للوحدات السكنية لمعرفة سعر المتر وقت البيع والتحصيل من قبل المطور العقاري.
وأشار في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أن الطلب على العقار ما زال يشهد إقبالا كبيرا من قبل الأفراد، لاسيما في ظل الزيادة السكانية التي تشهدها مصر، يصاحبه نقص المعروض من الوحدات السكنية، وبالتالي أصبح الطلب على العقار مستمر نظرًا للاحتياج الحقيقي في الفترة المقبلة.
وأكد أن الشركات العقارية حال طرح مشروعات جديدة مطالبة بتقليل فترة سداد الأقساط بما يتناسب مع توقيت التسليم، بالإضافة إلى تنفيذ المشروع قبل فتح باب التعاقد عليه لتجنب أي ارتفاعات مرتقبة، وتقريب فترة التنفيذ والتسليم بما يضمن التسليم سريعا.
