بعد شهرين من العدوان.. متى تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟
متى تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. هذا السؤال الذي يراود الكثيرين بعد شهرين متواصلين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم ما حدث من دمار وقتل وتشريد وعنف ضد الأبرياء المدنيين في القطاع، يبدو أن الحرب لم تنتهي بعد، فتل أبيب ما زالت تواصل عملياتها العسكرية بشكل عنيف على مختلف أنحاء القطاع حتى تحقق أهدافها المزعومة.
هدنة مؤقتة وبوادر وقف إطلاق النار.. بعد 7 أيام من الهدوء في قطاع غزة وبدء بحث وقف إطلاق النار بشكل دائم في القطاع بجهود كبيرة من الوسطاء المصريين والقطريين، عادت إسرائيل لتمارس عدوانها على غزة بشكل أعنف مما كان عليه قبل الهدنة، لتشن حربًا ضارية هدفها التهجير والعنف وإخلاء القطاع وتصدير الأزمة إلى دول الجوار والتخلص من قادة المقاومة الفلسطينية بشكل نهائي، خاصة في ظل اتجاه قوات الاحتلال لمحاصرة جنوب غزة.
متى تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟
بالنظر إلى الموقف العسكري في إسرائيل، يبدو أن الحرب على غزة لم ولن تنتهي بعد، فمازال هناك الكثير في جعبة المحتل الإسرائيل لمواصلة العدوان على قطاع غزة، في ظل عمليات عسكرية عنيفة في شمال غزة وجنوبه ضد المدنيين الأبرياء بزعم محاربة المقاومة والعمل على اغتيال رموزها في القطاع وعلى رأسهم يحي السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، وتدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، يقول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت: الجيش بدأ العمل جنوبي قطاع غزة ومصير مسلحي حماس سيكون نفسه أو أسوأ مما حصل لهم شمالي القطاع، ولواء جولاني عاد لحي لشجاعية ومخيم جباليا ولن يغادر حتى القضاء على كل البنى التحتية لحماس.
وزعم جالانت في تصريحات لشبكة أي بي سي الأمريكية، أنه يتوقع أن تستمر الحرب بشدتها الحالية على قطاع غزة لمدة شهرين آخرين على الأقل بعدها ستقاتل إسرائيل في غزة لعدة أشهر للقيام بعمليات تطهير.
وفي ذات السياق، يقول المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي أوفير جندلمان: إن الحرب يمكن أن تنتهي اليوم بشرطين، أولهما إذا أطلقت حماس سراح جميع المختطفين، وثانيهما، إذا استسلمت حماس وتم حل الحركة تمامًا.
وأدعى المتحدث باسم نتنياهو: إذا استمرت حماس في القتال، فيجب أن يعلم سكان غزة أن حماس لا تهتم بمصيرهم، وقوات الجيش الإسرائيلي بدأت عملياتها في جنوب قطاع غزة اليوم، وحماس تفضل الاستمرار في احتجاز المختطفين وهذا يأتي على حساب سكان القطاع.
الموقف الإسرائيلي من الحرب
يتضح من خلال التصريحات التي يخرج بها المسؤولين الإسرائيليين، أن تل أبيب لا تريد إنهاء الحرب في الوقت الراهن، لأنها حددت أهدافًا في القطاع، المعلن منها القضاء على حركة حماس، ولكن يبدو أن إسرائيل لها أهدافًا أخرى في القطاع، أبرزها ممارسة سياسة التجويع والتهجير والعنف ضد المدنيين الأبرياء، من أجل التخلص من سكان قطاع غزة، وربما تصدير أزمة أهالي القطاع إلى دول الجوار، خاصة مع زيادة حدة آلة الحرب الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وفي هذا الشأن، يقول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الحرب في قطاع غزة مستمرة حتى تحقق إسرائيل أهدافها والقضاء على حركة حماس حتى لا تشكل تهديدًا لإسرائيل في المستقبل.
ويقول وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن قرار وقف الحرب في قطاع غزة غير مطروح على الطاولة إطلاقًا في الوقت الراهن، حتى تحقق إسرائيل أهدافها في القطاع.
ويقول الكاتب الإسرائيلي إلحنان ميلر: لا يمكن أن ترجع إسرائيل إلى ما قبل هجوم 7 أكتوبر، وتقبل بوجود منظمة مقاتلة مثل حماس على حدودها وتشكل خطرًا عليها في المستقبل.
وعلى الجانب الفلسطيني، يقول الباحث الفلسطيني أشرف العكة: إسرائيل ماضية قدما في حربها ضد حركة حماس، فتل أبيب لم تحقق الأهداف المعلنة وغير المعلنة لعمليتها العسكرية، كما حددتها، مما يدفعها لاستكمال الحرب، وأمامنا أيام طويلة وشاقة وأشهر لاتساع هذه الحرب، في ظل نية الطرف الإسرائيلي توسيعها باتجاه الجنوب.
إسرائيل تناور بشأن الحرب في غزة
تمارس إسرائيل سياسية قذرة فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، فبالرغم من بحث جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في القطاع، تواصل إسرائيل حربها على القطاع، وتدعي أن المقاومة الفلسطينية هي من تريد الحرب، وهذا على عكس ما أعلنته تل أبيب، أنها لن تتوقف عن مهاجمة قطاع غزة في الوقت الراهن حتى تحقق أهدافها.
وهناك أوساط سياسية رسيمة في إسرائيل تطالب بوقف إطلاق النار بشكل مستدام في قطاع غزة، تحت ضغط هائل من المجتمع الإسرائيلي والذي يخرج للشوارع بشكل مستمر للتظاهر ضد حكومة نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار والعمل على عودة جميع المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
لكن حكومة نتنياهو ما زالت تمارس عدوانها على القطاع، وتتعهد بمواصلة الحرب في غزة رغم كل التحديات التي تعصف بها، بزعم القضاء على المقاومة والفلسطينية والتخلص منها نهائيًا، وهو ما اتخذته إسرائيل زريعة لمهاجمة جنوب قطاع غزة بشكل عنيف ومحاصرة الفلسطينيين في نقاط محدودة في جنوب القطاع.