أزهري: مقولة الذهاب للصلاة في مسجد بعيد لأخذ الكثير من الحسنات أمر ليس دقيقا
قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن لغة العرب بها أوامر، فنفهم من السياقات أن هذا الأمر للندب والآخر للوجوب.
اللغة العربية وفضل القرآن عليها
وأضاف أبو سالم، خلال لقاء تليفزيوني، أن القرآن فيه عموم ومرونة وفلسفة اللغة التي نزل عليها القرآن فلسفة لغة العرب، التي هي في عادتهم وطبيعتهم، معبرًا: في استعمالاتنا اليومية بتقول لابنك اللي ما بيذاكرش تقول له أعمل ما شئت، ولا يوجد عاقل يقول إن هذا الأمر للوجوب، وإنما للتحذير.
أوامر القرآن
وتابع اللغة العربية طيِّعة مرنة فيها التعدد والقرآن ليس غريبًا على العرب، والقرآن نزل على لغة العرب، فنوع الأوامر والنواهي، وهذا التنوع يناسب جميع البيئات والأزمنة.
واستطرد: تصور لو أن الله سبحانه وتعالى جعل كل الأوامر في القرآن للوجوب لكان هناك إلزام صحيح، وهذا الإلزام يؤدي إلى الضيق والحرج.
هل الأوامر في القرآن لها أوجه متعددة؟
وخلال الحلقة، قال أبو عاصي، إن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، الدين لا يريد التضييق على الناس، والدليل على ذلك الحديث الشريف عندما رأى النبي صلى الله وعليه وسلم رجلًا نذر أن يحج ماشيًا فنهاه النبي عن هذا وقال له "الله غني عنك وعن عبادتك اركب".
أزهري: مقولة الذهاب للصلاة في مسجد بعيد لأخذ الكثير من الحسنات أمر ليس دقيقا
وأكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أن مقولة الذهاب للصلاة في مسجد بعيد عن المنزل لأخذ الكثير من الحسنات أمر ليس به شيء من الدقة، معبرًا: كل شيء يأتي لك بمشقة غير محبب، الشريعة لا تريد منك مشقة، الشريعة جاءت يسر وجاءت تتناسب مع طبيعة الناس.
وتابع: الأوامر في القرآن لها وجوه متعددة والنواهي أيضًا، وأنه ليس كل الأوامر في القرآن في درجة واحدة، ولا كل النواهي في درجة واحدة.
أبو عاصي: ليس كل نهي في القرآن الكريم للتحريم
وقال عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إنه ليس كل نهي في القرآن للتحريم، معبرًا: ليس كل نواهي القرآن الكريم مقصدها التحريم، حيث يوجد نهي الكراهة، وهذه الكراهة إما كراهة تنزيهية وإما كراهة تحريمية.
وأكد أن الأصل في النهي في القرآن للتحريم والأصل في النهي للسنة للكراهية ثم يخرج النهي عن هذا الأصل في القرآن ويأتي لأمور أخرى، والمشكلة الكبيرة في هذه الجزيئية هو الاعتقاد بأن كل نهي في السنة حرام، لذا على الجميع إدراك أنه ليس كل النهي في القرآن للتحريم وأن كل الأوامر التي توجد في القرآن ليست وجوبية، وذلك لأن الوجوب فيه تضييق على الناس في حياتهم الطبيعية.
وذكر: علينا أن لا نسوي بين نواهي القرآن ونواهي السنة يعني النبي نهانا أن نرفع أبصارنا في الصلاة إلى السماء، ولكن إذا حدث هذا الفعل فهنا لا يصح أن نقول أن الصلاة باطلة ولكن يمكن القول أن هذا الأمر مكروه وغير محبب فعله في الصلاة.