الكاتب الصحفي محمد كمال يشارك في المظاهرة المليونية من أمام معبر رفح
قال الكاتب الصحفي محمد كمال، مدير تحرير جريدة أخبار اليوم وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن المشاركة الشعبية الواسعة في المظاهرات الحاشدة بمدينة رفح المصرية في ظل الأحداث المتسارعة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية هي تعبير حقيقي عن الموقف الثابت للدولة المصرية والشعب المصري برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
محمد كمال: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وموقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية
وأشار كمال، في بيان له، إلى أن مصر بقيادتها السياسية ومؤسساتها وشعبها، تقف صفًا واحدًا ضد أي مخطط يهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، مؤكدًا أن هذا الأمر مرفوض شكلًا وموضوعًا، ويخالف جميع القوانين الدولية والإنسانية.
وأضاف كمال أن القاهرة كانت دائمًا داعمة للقضية الفلسطينية، وأن موقفها التاريخي لم يتغير عبر العقود، إذ تدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الموقف المصري الراسخ
وأكد كمال أن الموقف المصري ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسات واضحة اتبعتها الدولة المصرية منذ عقود، إذ رفضت مصر أي مشروعات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر الضغط العسكري أو الحصار الاقتصادي أو التهجير القسري.
وأوضح محمد كمال أن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت مرارًا وتكرارًا أن مصر لن تسمح بحدوث أي تغيير ديموغرافي في قطاع غزة، وأن أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة هي محاولات محكوم عليها بالفشل.
وأردف كمال: ما يجري في قطاع غزة هو محاولة لفرض معادلة جديدة على الأرض، تهدف إلى تهجير السكان وإجبارهم على مغادرة وطنهم.. وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا، ويتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية.
ولفت كمال إلى أن المظاهرات الحاشدة التي شهدتها رفح المصرية ليست مجرد احتجاجات شعبية، بل هي رسالة واضحة بأن مصر بأكملها، قيادةً وشعبًا، ترفض هذا السيناريو الكارثي، وأنها ستظل متمسكة بدورها التاريخي كمدافع عن الحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بأي محاولات للمساس بالأمن القومي المصري أو العربي.
مخاطر التهجير القسري
وواصل كمال: التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة لا يمثل خطرًا على الفلسطينيين وحدهم، بل على الأمن الإقليمي ككل، إذ أن تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسيخلق واقعًا جديدًا يعيد تشكيل خريطة الصراع في المنطقة.
وأشار كمال إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى استغلال الأوضاع الأمنية المتوترة لفرض هذا السيناريو، لكنه سيواجه مقاومة شديدة من الفلسطينيين أنفسهم، ومن الدول التي تؤمن بحقوقهم المشروعة، وعلى رأسها مصر.
وقال كمال: أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة ستكون بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة.. مصر تدرك خطورة هذا المخطط، ولهذا تعمل بكل السبل الدبلوماسية والسياسية لوقفه ومنعه قبل أن يتحول إلى واقع.
وزاد كمال: الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يكمن في التهجير أو التهديد أو الضغط العسكري، بل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخية، وفقًا للقرارات الدولية ومبادئ القانون الدولي.
رسالة إلى المجتمع الدولي
وفي حديثه عن الدور الدولي، شدد كمال على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في التصدي لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأن على الدول الكبرى، خصوصًا تلك التي تتحدث عن حقوق الإنسان والعدالة الدولية، أن تتحرك بشكل فاعل لوقف هذه الانتهاكات.
وأشار كمال إلى أن ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية لم تعد مقبولة، وأن الصمت على الجرائم الإسرائيلية في غزة هو تواطؤ صريح ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مصر تعمل على جميع الأصعدة، سواء في الأمم المتحدة أو عبر الاتصالات الدبلوماسية، لمنع تنفيذ أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
واستطرد كمال: على المجتمع الدولي أن يدرك أن القضية الفلسطينية ليست قضية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية عادلة تخص الإنسانية كلها.. واستمرار العدوان على غزة، واستمرار الاحتلال في سياساته القمعية، سيؤديان إلى المزيد من التوتر والصراع، ولن يجلبا أي استقرار للمنطقة.
ودعا كمال كافة المنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى تحمل مسؤولياتها، وإصدار موقف واضح ضد أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية بكل الوسائل المشروعة.
دور الإعلام في كشف الحقيقة
وفيما يخص دور الإعلام، شدد كمال على أن الإعلام المصري والعربي يجب أن يكون في طليعة المواجهة ضد حملات التضليل التي تحاول تبرير تهجير الفلسطينيين.
وأوضح كمال أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على الدعاية المضللة لتبرير جرائمه، وأن دور الصحفيين والإعلاميين هو كشف هذه الأكاذيب وإظهار الحقيقة أمام العالم.
وأضاف: الإعلام الحر هو خط الدفاع الأول ضد حملات التزييف.. وعلينا جميعًا أن نوصل صوت الفلسطينيين إلى العالم، وأن نظهر بشاعة الجرائم التي ترتكب بحقهم.. وهذه مسؤوليتنا كصحفيين، ومسؤولية كل إنسان يؤمن بالعدالة.
وقال كمال: المظاهرات التي تشهدها رفح وغيرها من المدن المصرية ليست مجرد حدث عابر، بل هي تأكيد جديد على أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب كل مصري.. سنواصل النضال الإعلامي والدبلوماسي والسياسي حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وحتى يتم إيقاف كل المخططات التي تهدد وجوده على أرضه.
واختتم كمال تصريحه بالتأكيد على أن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، ولن تسمح بتمرير أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، مشددًا على أن التاريخ سيشهد أن مصر كانت دائمًا في صف الحق، وأنها ستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني حتى نيل حريته واستقلاله الكامل.