بعد تهديدات بوتين.. ليتوانيا: مستعدون للرد على أي خطر.. وروسيا تستخدم أزمة الغذاء للضغط على العالم الثالث | خاص
أحدث إعلان فلاديمير بوتين الرئيس الروسي عن التعبئة الجزئية للبلاد من أجل وضع جزء كبير من الموارد المادية والبشرية تحت أمر الاحتياجات العسكرية للبلاد، وهي المرة الأولى التي يتم إصدار فيها مثل هذا الأمر منذ الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن التلويح باستخدام النووي وأسلحة الدمار الشامل، ارتباك واضح في المجتمع الدولي كافة.
وأدى الأمر إلى ردود أفعال عنيفة وتلويح بالقوى من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة، فضلًا عن إعلان الدول الواقعة بالقرب من الحدود الروسية حالة الطوارىء وسط ترقب شديد.
وتأتي على رأس هذه الدول ليتوانيا التي أعلنت الجاهزية العسكرية الكاملة، في حالة من انتظار هجوم وحرب وشيكة من جانب روسيا.
وفي هذا الصدد تواصل القاهرة 24 مع سفير ليتوانيا بالقاهرة لمعرفة رأي بلاده في قرار بوتين وتفاصيل الاستعدادات داخل بلاده.
ترى ليتوانيا، وفقًا لسفيرها بالقاهرة، أن التطورات الروسية وقرار التعبئة الجزئية لا يمثل تهديدًا لليتوانيا تمامًا بل أن جميع التطورات تخص أوكرانيا فقط، حيث إنه لا يوجد أي علامة تشير إلى أن هناك تحركا روسيا تجاه ليتوانيا أو أي من دول البلطيق، ولكن ليتوانيا مستعدة للرد على أي خطر أو تهديد يحدق بها.
وأوضح، أن جميع المستجدات على الأرض لا تعني أنه سيتم إلغاء منع دخول المواطنين الروس، فكونهم لديهم مثل هذه الظروف لا يعني أنه يمكن أن يتلقون لجوءا سياسيا لدى ليتوانيا.
يجب على المجتمع الدولي تشديد عقوباته العسكرية على روسيا
وقال أرتوراس جيليانوس، سفير ليتوانيا في القاهرة، إن قرار روسيا الخاص بالتعبئة الجزئية يعتبر قرار تصعيد جديد يحتم ردا موحدا من الدول الغربية بما في ذلك فرض عقوبات إضافية من شأنها منع روسيا من مواصلة صناعاتها الحربية، فضلًا عن ضرورة زيادة التمويل الخاص بأوكرانيا.
وأكد سفير ليتوانيا في تصريحات خاصة للقاهرة 24، أن بوتين يسعى بكل الطرق لتبرير قراراته التي لا تحظى بشعبية داخل بلاده، وذلك من خلال تقديمه تصورًا مشوهًا للواقع، فهو يسعى لتخويف الأمة بالتهديدات الخيالية، وبالتالي يتعين على المجتمع الدولي أن يدين بشدة الابتزاز النووي الذي يستخدم في خطاب بوتين بشكل متكرر.
يجب تقديم المسئولين الروس عن إثارة الحرب وجرائمها للعدالة
وأوضح، أنه يجب تقديم المسؤولين عن إثارة الحرب والجرائم، بمن فيهم كبار المسؤولين الروس إلى العدالة، أي أنهم سيمثلون أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ويرى السفير الليتواني، أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتكفل بتقديم جميع المسؤولين عن جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا إلى العدالة، وإلا فستكون هذه إشارة للمرتكبين إلى أن هذه الفظائع يمكن أن تمر دون عقاب، كما تؤيد ليتوانيا تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم الروسية في أوكرانيا، وإنشاء محكمة جنائية خاصة لجريمة العدوان، فضلًا عن ضرورة ضمان وصول المنظمات الدولية إلى الأراضي المحررة في أسرع وقت ممكن.
وأشار إلى أن روسيا تثبت أن القوات المسلحة الأوكرانية تتولى زمام الحرب وتفوز ضد المحتلين في الميدان، وبالتالي فإن الكرملين لا يريد التصالح مع ذلك والاعتراف به، وهذا هو السبب في أن خطاب بوتين يتحول بوضوح شديد من الحرب مع النازيين في أوكرانيا إلى بقاء روسيا كدولة في الحرب ضد الغرب الجماعي، حيث يبدو أن هذا خطابا لشخصية لا تتعامل مع المشاكل التي خلقتها بنفسها.
روسيا تستخدم أزمة الغذاء للضغط على دول العالم الثالث
وقال إن روسيا تستخدم مسألة الإمدادات الغذائية للشعوب الضعيفة كسلاح مما يخلق خطرًا حقيقيًا للجوع، وفقًا لرؤية ليتوانيا، وذلك في محاولة منها لتعطيل النظام العالمي القائم على القواعد، والتلاعب بالرأي العام في دول العالم الثالث، ولكن يأتي ذلك في الوقت الذي تم التوصل فيه إلى اتفاق لفتح طرق الصادرات الزراعية الأوكرانية، ولكن لا تزال دعاية بوتين تتلاعب بالرسائل لابتزاز أوكرانيا، وبالتالي يجب أن نواصل تواصلنا النشط مع دول العالم الثالث لفضح الرواية والمعلومات المضللة الروسية بأن العقوبات المفروضة على روسيا هي السبب في أزمة الغذاء.
وأفاد سفير ليتوانيا بأنه في ضوء العدوان الروسي، اجتمع العالم بأسره لدعم أوكرانيا، ولا يزال الدعم العسكري الثابت والمتزايد - أمرًا أساسيًا، أيضًا في سياق الهجوم الأوكراني المضاد الناجح.