اختراق علمي في علاج السرطان.. دراسة تكشف مفتاحًا يعيد الخلايا إلى حالتها الطبيعية
![خلايا السرطان](/UploadCache/libfiles/60/9/600x338o/263.jpg)
كشف العلماء عن إنجازًا طبيًا غير مسبوق باكتشاف آلية يمكنها إعادة برمجة الخلايا السرطانية وإعادتها إلى حالتها الصحية، وهو ما وصف بأنه اختراق كبير في مجال علاج السرطان، حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
تحسين الخلايا السرطانية
وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كوريا الجنوبية أن تنشيط مستوى جزيئي معين قد يسهم في إعادة الخلايا السرطانية إلى وضع أكثر استقرارًا وصحة، ما يمنح فرصة للتدخل في اللحظة الحرجة قبل أن تصبح التغيرات غير قابلة للعكس.
وأكدت الدكتورة تيفاني تروسو ساندوفال، أخصائية الأورام المتقاعدة بمركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، والتي لم تشارك في الدراسة، أن هذا الاكتشاف يفتح بابًا جديدًا في علاج السرطان، حيث يمكن إعادة ضبط الخلايا السرطانية بدلًا من تدميرها.
كما أوضحت تروسو ساندوفال أن الأمر يشبه اللحظة الحرجة عند غليان الماء، عندما لا يكون في حالة سائلة تمامًا ولا في حالة بخارية بالكامل، وأشارت إلى أن تطور السرطان يتضمن مرحلة مشابهة، حيث تمر الخلايا بمرحلة انتقالية قصيرة بين الصحة والمرض، يمكن خلالها التدخل لوقف تقدم الورم.
نهج جديد في علاج السرطان
تعتمد العلاجات التقليدية على استئصال الخلايا السرطانية بالجراحة، أو تدميرها بالإشعاع والعلاج الكيميائي، ما قد يؤدي إلى أضرار جانبية تشمل تدمير الخلايا السليمة أيضًا، لكن الاكتشاف الجديد يشير إلى إمكانية استعادة الخلايا المصابة لحالتها الطبيعية، ما قد يقلل من الحاجة إلى العلاجات السامة، وبالتالي الحد من الأعراض الجانبية المرتبطة بها.
ووفقًا للدكتورة تروسو ساندوفال، فإن هذا التطور قد يساعد أيضًا في الوقاية من السرطان لدى الأشخاص المعرضين للخطر، مثل من لديهم تاريخ عائلي للمرض أو الذين يتعرضون لعوامل مسرطنة كالتدخين، كما قد يتيح هذا البحث مجالًا لتطوير علاجات مخصصة تستهدف آليات المرض على المستوى الجزيئي.
تفاصيل البحث والاكتشاف الجيني
قاد الدراسة البروفيسور كوانج هيون تشو، أستاذ علم الأحياء في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، حيث كشف البحث عن التغيرات الجينية التي تحدث خلال تطور السرطان، وهي تغييرات لطالما اعتُبرت غامضة، وأوضح تشو أن هذه هي الدراسة الأولى التي تكشف عن وجود دليل جيني يمكنه إعادة توجيه الخلايا نحو مسار صحي بدلًا من التحول إلى خلايا سرطانية.
وأضاف الباحثون أن تطور السرطان يحدث تدريجيًا من خلال تراكم الطفرات في الحمض النووي، ما يؤدي إلى فقدان الخلايا لوظيفتها الطبيعية، لكن الدراسة تمكنت من تحديد حالة انتقالية حرجة، وهي نافذة زمنية قصيرة تكون فيها الخلايا مزيجًا بين الصحية والسرطانية، ويتيح إمكانية التدخل لعكس العملية.
وباستخدام تقنية تحليل جزيئي متقدمة، تمكن العلماء من تحديد المسارات الحيوية المسؤولة عن هذا التحول، ووجدوا أن تعطيل أحد الإنزيمات المسؤولة عن تحلل بروتينات معينة يؤدي إلى إبطاء نمو الورم، بل وإعادة الخلايا إلى حالتها الطبيعية.
آلية العلاج الجديدة
اختبر الفريق الكوري آلية العلاج الجديدة على أورام صغيرة مشتقة من خلايا سرطان القولون، ونجح في وقف نمو الأورام وإعادة الخلايا إلى حالتها الطبيعية، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Advanced Science، ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان بطريقة أقل سمية وأكثر فاعلية.
ورغم أن مفهوم التمايز الخلوي أي إعادة برمجة الخلايا ليس جديدًا، فإن الآلية المحددة التي اكتشفها فريق تشو وتطبيقها على علاج السرطان تُعد سابقة علمية، قد تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة مستهدفة وأكثر أمانًا في المستقبل.